روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات نفسية | خلصوني من العلاقات.. الشيطانية

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات نفسية > خلصوني من العلاقات.. الشيطانية


  خلصوني من العلاقات.. الشيطانية
     عدد مرات المشاهدة: 3235        عدد مرات الإرسال: 0

أخي الكريم سعادة المستشار.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. عندي مشكلة عانيت منها الكثير والكثير في حياتي حتى انعكست على تصرفاتي.

وانعكست على حياة أسرتي بالكامل هذه المشكلة سوف أسردها بنوع من التفصيل حتى يستطيع المستشار الكريم أن يعطيني الحل الناجح إن شاء الله ( واعتذر مقدما عن الإطالة )

عندما كنت طفلاً كنت هادئاً جداً كما تذكر والدتي ، ولما أصبحت شاباً بقيت على هذا الهدوء وكنت أميل إلى الالتزام والمحافظة على الفرائض والسنن حتى كان يضرب بي المثل في التدين والالتزام.

وكنت كذلك مضرب المثل في العقل والرزانة مما دفع بوالدتي إلى تزويجي في سن مبكرة ( في العشرين من عمري )

وتحملت مسؤولية الزوجة والبيت والعيال في سن مبكرة جداَ من حياتي والحمد لله رب العالمين بقيت على هذه الحال الممتازة طيلة العشرينيات من عمري حتى دخلت عمري الخامسة والثلاثين والآن أنا في الأربعينات من العمر

في هذه الفترة ( 35 سنة - 45 سنة ) بدأت أدخل عالم النت الفسيح وبدأت بالتعرف على منتديات ومواقع زواج واستخدمت المسنجر.

وبدأت علاقاتي مع البنات بشكل غير متوقع مني وغير مسبوق تطورت هذه العلاقات من المنتديات والمسنجر إلى الخروج معهن ومواعدتهن والدخول إلى المطاعم، حيث تبدأ هذه العلاقات بهدف الزواج ثم تتطور إلى علاقات محرمة

بل وصل بي الحال إلى الإلحاح عليهن في أشياء كبيرة والعياذ بالله ، ولا أخفيك أن الله سبحانه وتعالى هو الحافظ لي واللطيف بي حيث نجاني مرات كثيرة من هذه الفاحشة والحمد لله ، وأسال الله أن يتم علي نعمته ، ولكني دائماً أخشى من نفسي الأمارة بالسوء

أصبحت في هذه الفترة شارد الذهن ، كثير السرحان ، وكثير النسيان ، وأهملت بيتي وأولادي ، لأن كل تفكيري واهتمامي متوجه للبقاء على النت والعلاقات واللقاءات المحرمة ، وأصبحت أقضي الساعات الطويلة على النت ، وأصبحت كثير الطفش والملل من زوجتي ومن كلامها أو الجلوس معها

وإذا تكلمت معها أتكلم مجاملة لها وبسرعة وأريد التهرب من الجلوس معها ، بالرغم أنها غير مقصرة في حقوقي الزوجية وصابرة عليَ كثيراً . أنا الآن أصبحت أخاف على نفسي من هذه العلاقات أولاً : لخوفي من عقوبة الله عز وجل في الدنيا قبل الآخرة

وثانياً : أن الله سبحانه وتعالى قد رزقني بأبناء وبنات صالحين وصالحات ومتفوقين دراسياً والحمد لله وأعرف يقيناً أن الجزاء من جنس العمل طال بي الزمان أم قصر

وهناك سبباً ثالثاً : وهو خوفي من الفضيحة حيث أن لي مكانتي الاجتماعية والدينية وأملك منصباً وظيفياً ممتازاً ، ودائماً أفكر في مصيري ومصير أبنائي وزوجتي فيما لو تم ضبطي مع إحداهن في خلوة محرمة

والحقيقة لن يصدق أحد بأن هذا الإنسان العاقل الرزين وصاحب الدين والخلق وصاحب المكانة الاجتماعية والوظيفية أن يكون صاحب علاقات محرمة مع البنات حيث أن الكل يعتبرني قدوة صالحة له فيما يظهر لهم

صدقني يا سعادة المستشار أنا أعرف جيداً أن هذا التصرفات غير سوية وأنها علاقات شيطانية مهما بررتُ لها من أسباب ، ولكني أشعر بانني اتصرف لا شعورياً ، وقد حاولت عدة مرات التخلص من هذه العلاقات والبعد عنها

فقمت بتغيير رقم جوالي وحرق الشريحة القديمة بما فيها من أرقام وحذفت ايميلاتي وامتنعت عن الدخول لمواقع الفتنة ولكن صدقني ماهي إلا فترة قصيرة جداً حتى عدت لتكوين علاقات جديدة

الآن يا سعادة المستشار أريد منك أن تعطيني تشخيصاً لهذه الانتكاسة في شخصيتي من الناحية النفسية ، وهل مرتبطة بعمر معين من حياتي ثم ستزول بعد ذلك ؟ أم أنها ستستمر معي طيلة حياتي ؟ أم أنها ردة فعل عكسية لحالة الهدوء والعقلانية التي عشتها في مرحلة شبابي ؟

أريد يا سعادة المستشار بعد تشخيص حالتي أن تعطيني طريقة كي ابتعد عن هذه العلاقات المحرمة خصوصاً أنني أعرف جيداً حكمها الشرعي وعقوبتها الدنيوية والأخروية ولا أخفيك أنني غير مقتدر على التعدد من الناحية المادية وأعتذر مرة اخرى على الاطالة

بسم الله الرحمن الرحيم .

سارت حياتك منذ البداية بطريقة طبيعية كما تقول، فلم تكن هناك مشكلات تذكر وكنت مضرب المثل في أمور كثيرة وحققت إنجازات مهمة على صعيد حياتك بشكل عام.

إلا أن تغيراً ما حصل قلب حياتك بشكل مزعج لك وسبب لك صراعات نفسية شديدة بين ما أنت عليه من الناحية الخارجية وبين ما تقوم به من تصرفات. وحاولت التخلص من هذا إلا أنك تعود ثانية. وتخشى من العواقب المترتبة على تصرفاتك. فعندما تفكر على سبيل المثال بانكشاف أمرك وانهيار الصورة التي يحملها الناس عنك وتفكر بأسرتك والعقاب تزداد ألماً وتتعذب.

وتتمنى أن تكون هذه أزمة عابرة في حياتك ولكنك تخشى في الوقت نفسه ألا تكون كذلك، مما يزيد من حيرتك وارتباكك.

نحن البشر لدينا حاجات إنسانية كثيرة، كالحاجة للحب والاهتمام والتقدير والاعتراف من الآخرين والارتباط وغيرها من الحاجات التي قد تتحقق أو لا تتحقق في بعض الأحيان. وعلى ما يبدو فإن قسم من حاجاتك النفسية لم يتحقق بالشكل الذي تريده. وفي بعض الأحيان تكون الرغبة أو الحاجة لإرضاء الآخرين أكبر من الحاجة لإرضاء النفس.

أي لا تكون نابعة من قناعة ذاتية وإنما تكون نابعة من نوع من المسايرة لما يتوقع للإنسان أن يكون عليه في بيئة معينة. وليس بالضرورة لهذا الأمر أن يسبب مشكلات، لكن في بعض الأحيان قد يقود إلى مشكلات إذا كان التناقض بين الحاجات الشخصية وحاجات أو توقعات الآخرين كبيراً.

وعلى الرغم من أن حياتك كانت تسير بشكل طبيعي ظاهرياً، إلا أن ذلك كان على حساب إنكار الحاجات الأخرى التي ظهرت بالصورة التي تذكرها ودون أن تستطيع التحكم بها بالشكل المناسب. ومن الطبيعي أنه لا يمكننا إشباع وتحقيق جميع حاجاتنا، مهما كانت، ولكن إدراك هذه الحاجات غير الممكنة و التعامل معها بالشكل المناسب هو الذي يتيح لنا إمكانية الرضا والتكيف حتى مع ما لانستطيع تحقيقه.

لقد انزلقت في نوع من المبالغة في التعبير عن حاجاتك، ولكنك في الوقت نفسه تجد أن ما تقوم به يتناقض كلية مع الصورة التي ترغب في الحفاظ عليها أمام المجتمع وأسرتك وأمام نفسك، وسعيت للتخلص من هذا إلا أنك لم تستطع التحكم كلية بتصرفاتك. فضغط حاجاتك "الخفية" أكبر من ضغط حاجاتك "العلنية" الأخرى. فالعقل والمنطق يقول لك شيئاً والحاجات والرغبات الشخصية الخاصة تقول لك شيئاً آخر.

كثير من البشر يعرفون الصح من الخطأ إلا أنه وعلى الرغم من ذلك فإننا نرتكب الخطأ تلو الآخر، بحق أنفسنا وبحق الآخرين.

أنت تريد التوقف عن هذا الأمر والعودة لحياتك المألوفة وبالشكل الذي كانت عليه. إلا أن حياتك التي كانت في السابق تسير على هذا النحو هي المحفز لسلوكك هذا. وهذا يعني أنه إذا أردت أن تتوقف عما تقوم به فعليك قبل كل شيء أن تغير من أسلوبك في الحياة بحيث تعيد بنائها بصورة أكثر توازنا ولا يطغى فيها جانب على جانب آخر.

فخير الأمور الوسط، فلا مبالغة في الاستقامة المفرطة ولا مبالغة في التصرفات والأفعال السلبية والمؤذية (بالسر والعلن). وهذا يعني أن تكون إنساناً يعيش حياته بتوازن بين مطالب الواقع الاجتماعي والأسري ومطالب الواقع الخاص.

و السؤال الذي يطرح نفسه هو ماذا أريد وكيف يمكن تحقيق هذا بالشكل الذي لا يطغى فيه جانب على آخر. وربما يكون البدء من الحياة الأسرية، بإعطاء مزيد من الوقت لأسرتك ومحاولة التعامل معهم بطريقة لا تنبع من الصورة المثالية التي ترسمها أمامهم.

ولكن بطريقة يدركون فيها الجانب البشري من الضعف والقوة في كل إنسان، وبشكل خاص بينك وبين زوجتك، فيما يتعلق بحاجاتك الإنسانية وتوقعاتك ورغباتك مع أخذ حاجات وتوقعات ورغبات زوجتك بعين الاعتبار.

فيتحول الأمر هنا إلى وئام ووصال بدلاً من الهروب والنفور واللجوء بالمقابل إلى الخارج ليعوض لك ما تفتقده في حياتك الزوجية.

مع تمنياتي لك بالتوفيق .

الكاتب: أ.د. سامر جميل رضوان

المصدر: موقع المستشار